صديقتي تذكري

يحتار الفكر عن الكتابة وما يحرجني أني لا أجيد صنع الأدب ولا فنون البلاغة .. وما يحرجني أكثر أني أحاول الكتابة إلى إنسانة أحرجتني بلطفها .. أدب ولباقة .. حسن في التعامل .. صفاء ونقاء .. لم أجد في ذاكرتي من الكلمات ما يناسبها .. وعبثاً أحاول الكتابة .. ولكن يتمرد القلم ويصفعني بسؤال يائس تكتبين ترى هل تستفيد وتعمل أم .. ؟
عندما بدأت أكتب حارت يدي من أين تبدأ .. وإلى أين تنتهي .. استجمعت مفرداتي .. رتبت عباراتي .. أمرت أناملي تخضع مدادي ليكتب كلمات خرجت من قلب يخاف عليك من عقوبة الله وناره وجحيمه وأغلاله .. من قلب يطمع في بعدك عما حرم الله .. من قلب يحترق كمداً .. ويعتصر ألماً .. إن هو علم أنك على خطأ فلم يرشدك ولم يوجهك .. هذه همسات الروح فارعيها سمعك .. وتلك خفقات الفؤاد فأصغي لندائها من أجل المحبة التي رسمت خطواتها على صفحات أيام اللقاء .. هذه رسالة من قلب أحب لك الفوز برضوان الله .. وأحب لك السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة .. كتبتها وأنا واثقة بإذن الله أنها ستلقى منك أذناً واعية .. وبصيرة ثاقبة .. ونفس أمارة بالخير .
يا بدر الدجى : لولا ثقتي باعتزازك بدينك .. واحترامك لعقلك .. واستجابتك لأمر نبيك لما خاطبتك .. بل ولولا قناعتي باستجابتك للموعظة .. وقبولك لهذه الدعوة الصادقة لما اقتطعت جزء من وقتك لقراءة هذه الكلمات .
ريحانة الفؤاد : تفكري في هذه الدنيا وحقارتها .. وقلة وفائها .. وكثرة جفائها .. وخسة شركائها .. وسرعة انقضائها .. تفكري في أهلها وعشاقها وهم صرعى حولها .. قد عذبتهم بأنواع العذاب .. وأذاقتهم مر الشراب .. أضحكتهم قليلاً .. وأبكتهم كثيراً وطويلاً .. تفكري في الآخرة ودوامها .. وأنها هي الحياة الحقيقية .. وهي دار القرار .. ومحط الرحال .. ومنتهى السير .. تفكري في النار وتوقدها واضطرامها .. وبعد قعرها .. وشدة حرها .. وعظيم عذاب أهلها .. تفكري في أهلها وهم في الحميم على وجوههم يسحبون .. وفي النار كالحطب يسجرون .. تفكري في الجنة وما أعد الله لأهل طاعته فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من النعيم المفضل الكفيل بأعلى أنواع اللذة والسرور والتي لا يفرط فيها إلا إنسان محروم .. تذكري كم ستعيشين في هذه الدنيا ستين سنة .. ثمانين سنة .. مائة سنة .. ثم ماذا ؟ ثم موت بعده جنات النعيم .. أو نار الجحيم والعياذ بالله .. تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك لغيرك فهو في الطريق إليك وما هي إلا أعوام .. أو أيام .. أو لحظات فتصبحين فريدة في قبرك .. لا أموال ولا أهل ولا أصحاب .. تذكري ظلمة القبر ووحدته .. وضيقته .. ووحشته .. وشدة ضغطته .. تذكري أن القبر لا يرحم من ليس له عمل .. ولا يشفق على من غره طول الأمل .. ولا يحن على من ضيع أيام المهل .. تذكري يوم القيامة .. يوم العرض على الله عندما تمتلئ القلوب رعباً .. وعندما توضع الموازين .. وتتطاير الصحف .. كم في كتابك من زلل .. وكم في عملك من خلل .. تذكري إذا وقفت بين يدي الحق المبين الذي كنت تهربين منه ويدعوك فتصدين عنه .. وقفت وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها .. فبأي لسان تجيبين الله حين يسألك عن عمرك .. عن شبابك .. عن مالك .. وبأي قدم تقفين بين يديه .. وبأي عين تنظرين إليه .. وبأي قلب تجيبين عليه عندما يقول لك أمتي استخففت بنظري .. وجعلتيني أهون الناظرين إليك ..ألم أنعم عليك .. فلماذا تعصيني وأنا أنعم إليك ؟؟!!
يا نجمة متلألئة في كبد السماء : ألا تصبرين على طاعة الله هذه الأيام القليلة .. وهذه اللحظات السريعة لتفوزي بعد ذلك بالفوز العظيم .. وتتمتعي بالنعيم المقيم .. عودي إلى ربك واتق النار .. اتق السعير .. إن أمامك أمور هائلات .. والله الذي لا إله إلا هو لن تنفعك الضحكات ..لن تنفعك الاغاني والمسلسلات00 لن تنفعك الكرة والمباريات .. والأمور التافهات .. لن تنفعك الصحف والمجلات .. لن ينفعك الأهل والصديقات .. لن ينفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحات .
وبعد هذا العرض يا نسمة العبير .. هل استشعرت عظم الذنب .. وفداحة الخطيئة .. فعزمت على التوبة بعد المعصية .. والإنابة بعد الغواية .. أما آن لقلبك أن يخشع لذكر الله وما نزل من الحق ؟ أما آن لك أن تنتهي عما أنت فيه من حرام ؟ أما آن لقلبك أن يشتاق إلى جنات النعيم ؟ألم يئن لك أن تشتاقي إلى النظر إلى وجه الله الكريم ؟ إن هذا هو الطموح .. وهذا هو السبب الأعظم لأن تتوبي الآن لا غداً .. ومن هذا المكان أعلنيها صريحة .. أمرك مولاك أن لا تنظري إلى الحرام فلما نظرت إلى المباريات ؟ أمرك مولاك أن تجلسي في مجالس الإيمان فلما تجلسين في مجالس العصيان ؟ أين حقيقة العبودية ؟ أين حقيقتها ؟ لم تصرين إلى الآن على العناد والمكابرة ؟ أخيتي ألم تعلمي أنك ذرة من ذرات الله في هذا الكون ؟! ألم تعلمي أن السماء والقمر والنجوم والسحاب لا تستطيع أن تعصي الله وأنت تعصينه ؟! أنا على يقين أنك لم تقفي وتفكري في قول الله تبارك وتعالى وقفوهم أنهم مسئولون ) إنك مسؤولة عن نظرك فلماذا تنظرين إلى المباريات وأنت تعلمين حكمها وتعلمين أن ضررها أعظم من نفعها وما من ناظر إلى وابتلي بقسوة القلب فتعتاد عيناه النظر إلى الحرام .. فلا تهزه الآيات في الصلوات .. ولا دروس ومحاضرات .. ولا يرق قلبه لحوادث الدنيا .. فلا يحركه موت ولا حياة .. ولا يعظه واعظ .. فيصبح قلبه أجوف لا معنى عنده لجنة ولا نار واسألي نفسك سؤالاً واحداً هل ترضين أن تقبض روحك وأنت أمامه ؟!! ثم إن من ترى هؤلاء اللاعبين يتعلق قلبه بهم .. والمرء يحشر مع من أحب يوم القيامة .. فيأتي الصالحون ونورهم يسعى بين أيديهم .. ويأتي الشهداء ورائحة دمائهم مسك وطيب .. وتأتين أنت واجمة مشدوهة القسمات أمام هذا الجهاز ومع هؤلاء اللاعبين !! فأنا لك ناصحة وقلبي لك مفتوح فاقبلي هذه الكلمات وكوني صريحة في اتخاذ القرار ، واعلمي هل اتخذت لشيء قراراً .
وأخيراً غاليتي تستطيعين تمزيق هذه الرسالة وتستطيعين بإذن الله أن تقهري عدوك .. وتذلي شيطانك .. وتعتصمي بربك .. وتعاودي قراءة هذه الرسالة مرة وثانية وثالثة وتفكري في مصيرك ونعم الله عليك .. ولتعلمي أن الموت أقرب إليك من شراك نعلك وأنه قد تعداك لغيرك وسيتعدى غيرك إليك .. فلتأخذي حذرك ولتعدي للسؤال جواباً وللجواب صواباً .. واحذري هفوات الشباب وسكراته فإن لله سطوات ونقمات ما هي من العاصين ببعيد .
منقوووووووووووووووووووووووووووول

مشكور على الموضوع