قصة تسعة رجال

قصة تسعة رجال

بقلم : محمود عصفور

هناك عندما تبدأ السماء باكتساء اللون الذهبي الجميل ، وتبدأ ترسل أشعتها اللامعة المحناة باللون الذهبي إلى كل حارة وبيت وكل بقاع المعمورة ، وبزوغ نهار جديد محملا بأسمى المعاني الفلسطينية الخلابة ، هناك في بلدة سكنت قلوبنا جميعا بلدة صغيرة هادئة سكنتها عائلة صغيرة ضمن عدد من العائلات الممتدة في هذه البلدة ، ولد تسعة أبناء لأب تقي ورع حيث أنه دأب في حياته على أن يربي أبنائه على الأخلاق الرفيعة العالية والسلوك المهذب الطيب ، وأوصاهم على عدم خلق المشاكل مع الناس ، وكذلك غرس فيهم حب الانتماء وحب التضحية لهذه البلد ، كل هذا وبالإضافة إلى أنه علم كل منهم صنعة ومهنة يقتات منها ويطعم أبنائه ، وبالفعل الناظر إلى هذه العائلة يرى كل هذه السمات والأخلاق الطيبة ، ولكن هذا الحال لم يدوم طويلا حتى جاء اليوم الذي كلنا تضايقنا منه ولم نرحب به وهو يوم الاقتتال الداخلي ، وللأسف كانت من أول العائلات التي لاقت الأذى لأنها عائلة مناضلة مرابطة تلتحف السماء و ترتشف الأرض ، ولا ترضى بالذل ولا الهوان .

واستكمالا لحلقة الحياة واستكمالا للمنهج الرباني وقدره المحتوم ، خرجت علينا هذه العائلة بكل ما هو شهم وطيب ، ولقد رأينا من هؤلاء الرجال وهم حقا رجال ما تفخر وتزخر به امتنا العربية ، تتلخص حياتهم بأنهم أحبوا الناس جميعا ، وبقلب صافي وخالص ، بقلب نقي وطاهر ، يسع الكل حتى في اشد الأمور كانوا ذوي الابتسامة والقلب الرءوف الرحيم ، مهما قلت لن تفيهم كلماتي حقهم إنهم فعلا نعم الرجال في زمن قل فيه رجال الرجال .

إخواني القراء ما دفعني لكتابة هذه القصة القصيرة عن حياة حافلة لأخوة أحبوا بعضهم جميعا ، وجادوا بكل ما هو غالي ونفيس رخيصة لبلدنا فلسطين ، وهم فعلا خير مثال لأخوة متحابين فيما بعضهم ، ولكي أكون أكثر تقريبا للصورة لديكم كلنا نتذكر الحالة الأخوية الاجتماعية الطيبة في باب الحارة فهم والله كذلك وأكثر ، ولكن الذي قلص الأخوة التسعة إلى سبعة هو استشهاد اعز اثنين على قلبي هما محمد وزياد رحمهما الله قبل يومين بصحبة عدد من رفاقهم المرابطين رحمهما الله جميعا وارتقوا إلى العلا ونسأل الله أن يطعمهم الشهادة جميعا ، وان يطعمها أيضا لمن يتمناها .

أرجو الدعوة بهم بالرحمة والمغفرة

اللهم ارحمهم واعفو عنهم

شكرا لك على القصة

أختي العزيزة كما يعلم الجميع ...........اعتاد الفلسطينيون الشرفاء أن يكونوا رمز عزتنا وعنوان كرامتنا
و نعلم أن كل بيت لا شهيد فيه هو بيت يخجل أبناؤه من السير بين الناس

علّنا نتعلم منهم معنى الجهاد الحقيقي النابع من الحب الصادق في الله

دمت ِ بود وكل عام و أنت ِ بألف خير

يعطيك العافيه ع القصه