لم يعد رحيلك مشكلة كبيرة .. فأنتِ لم تأخذي معكِ سوى دموعي
و نبضات قلبي و شظايا كلماتي
وشيئاً من ملامح وجهي .
هذه الأمور تحدث كثيراً ...
و كل من يرحل من حقه أن ياخذ معه شيئا ..
لم تاخذي أكثر من حقك ..
فالمولود يرحل من الرحم ..
وياخذ معه نزفاً من دماء أمه ..
و يمزق بيتاً كان يحتويه ..
ويأخذ أيضا ليالي طويلة من السهر ..
و دموعا بكت منه و عليه ..
و صرخات جسم يحزن على انفصاله .
و الربيع يرحل ..
و يأخذ معه نسمات الحياة ..
و زهور الحقل
وفراشات تشبه تلك الاشياء الصغيرة التي تعلقينها في شعرك ..
و خضرة الأرض ..
و اجازات الطلاب .
القمر يرحل ..
و يأخذ معه صورتك ..
و فرحتي بك..
و أحلام العشاق ..
و يتركني في صراع مع همي كيف أنساكِ ..
لأنه يأخذ كل شئ الا شعرك
يرميني في سواده غير آبه بمصيري فيه .
و هكذا هي سنة الحياة ..
لقد أخذتِ ما أخذه المولود
وما أخذه الربيع ..
وما أخذه القمر..
و لم تكن تلك المشكلة ..
فهذه الاشياء أتت معك
ومن الطبيعي أن تذهب معكِ .
المشكلة يا سيدتي أنني أخشى
أن يمتد الشوق إليكِ إلى مالا نهاية ..
أخاف أن أظل مقيداً بشوقي إليكِ ..
مشدوداً إليكِ ..
كمريضِ بجوار كيس سائل التغذية .
فلماذا لم تأخذي معكِ شوقي إليكِ ؟