قصيدة (ليت لي أن أعيش هذه الدنيا) للشاعر (أبو القاسم الشابي) :-
ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدنيّا _________ سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي
أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ،__________ وفي الغاباتِ بينَ الصنوبّر الميّادِ
ليس لي من شواغل العيش_________ ما يصرفُ نفسي عن استماعِ فؤادي
أرقبُ الموتَ، والحياة َ وأصغي_________ لحديثِ الآزال والآبادِ
وأغنيّ مع البلابل في الغابِ،___________ وأصغيِ إلى خرير الوادي
وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، والأَطيارَ_________ والنّهرَ، والضّياءَ الهادي
عيشة ً للجمالِ، والفنِ، أبغيها___________ بعيداً عَنْ أمتَّي وبلادي
لا أعنِّي نفسي بأحزان شعبي ___________ فهو حيٌّ يعيشُ عيشَ الجمادِ!
وبحسبي مِنَ الأسى ما بنفسي____________ من طريفٍ مُسْتَحْدَثٍ وتِلادِ
وبعيداً عن المدينة ، والنّاس،___________ بعيداً عن لَغْوِ تلك النّوادي
فهو من معدنِ السّخافة والإفك ___________ومن ذلك الهُراء العادي
أين هوَ من خريرِ ساقية الوادي __________وخفقِ الصدى ، وشدوِ الشادي
وَحَفيفِ الغصونِ، نمَّقها الطَّلُّ ____________وَهَمْسِ النّسيمِ للأوْراد؟
هذهِ عِيشة ٌ تقدِّسُها نفسي_______________ وأدعُو لمجدها وأنادي