الجمعة أكتوبر 31 2008
يبدأ الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الجمعة زيارة الى روسيا تستمر ثلاثة ايام قد تؤدي الى استئناف التعاون فى المجال العسكري وفي مجال الطاقة النووية بين طرابلس وموسكو حليفتها السابقة فى العهد السوفياتي.
وستتناول المباحثات الروسية الليبية كذلك موضوع شراء اسلحة في هذه الزيارة التي ستبدأ بمأدبة عشاء يقيمها الرئيس ديمتري مدفيديف في مقر اقامته في ميندورف قرب موسكو على ما اعلن الكرملين.
وقال مصدر في الكرملين ان "التطور التقليدي للعلاقات في مجال التعاون العسكري والتقني" سيكون بين الموضوعات التي سيتم بحثها.
واضاف المصدر ان المباحثات بين مدفيديف والقذافي السبت قد تتناول ايضا موضوع "الطاقة النووية السلمية" وذلك في اشارة الى معلومات تفيد ان موسكو وطرابلس تتفاوضان على بناء محطة نووية في ليبيا.
وافادت صحيفة "كومرسانت" اليوم نقلا عن مصدر مطلع على التحضير لزيارة القذافي ان ليبيا "على استعداد لقبول قاعدة عسكرية روسية" في ميناء بنغازي.
واوضحت الصحيفة ان "الوجود العسكري الروسي سيكون ضمانة لمنع وقوع اي اعتداء على ليبيا من جانب الولايات المتحدة التي لم تسارع الى احتضان القذافي رغم عدة بادرات للمصالحة".
واضافت الصحيفة ان هذا الاقتراح من جانب القذافي من شأنه "التخفيف من استياء الكرملين" الذي اثاره عدم احترام طرابلس لاتفاقاتها مع روسيا.
وكانت ليبيا قد حصلت على شطب ديونها المستحقة للاتحاد السوفياتي السابق البالغة 4,5 مليارات دولار في مقابل عقود كبيرة مع شركات روسية لم تنفذها طرابلس حتى الان.
ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر في مجمع الصناعات العسكرية الروسية الجمعة ان حجم عقود مبيعات الاسلحة التي ستبحث في هذه الزيارة قد يتجاوز 2 مليار دولار (1,5 مليار يورو).
واوضح هذا المصدر ان ليبيا معنية ايضا بالحصول على انظمة صواريخ ارض-جو من نوع اس-300 و تور-ام 1 ومقاتلات ميغ/29 وسو-30 ودبابات تي-90.
وترجع بداية التعاون العسكري الروسي الليبي الى وصول معمر القذافي الى الحكم فى العام 1969 عقب انقلاب اطاح فيه بنظام الملك ادريس السنوسي. واصحبت ليبيا حينئذ شريكا هاما للاتحاد السوفياتي ومستوردا للاسلحة السوفياتية وهو تعاون كانت واشنطن تنظر اليه باستياء.
لكن "القذافي تحول الى الغرب" بعد سقوط الاتحاد السوفياتي على ما يقول غينادي ايفستافييف وهو محلل في مركز الدرسات السياسية حول روسيا.
وكان القذافي تخلى في 2003 عن برنامجه لاسلحة الدمار الشامل وتقرب من الدول الغربية التي بدأت في التودد اليه علانية سعيا في الحصول على عقود محتملة خصوصا في مجال الطاقة.
وكانت العلاقات بين طرابلس وموسكو قد تحسنت بعد زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين الى ليبيا فى نيسان (ابريل). ولكن يرى محللون ان التقارب مع موسكو لا يعني ان معمر القذافي سيتخلى عن التعاون مع الغرب.
وكان مصدر في الكرملين قد ذكر لوكالة فرانس برس الخميس ان القذافي الذى سيبقى فى روسيا حتى الاحد قد طلب نصب خيمته في موسكو موضحا ان "مناقشات" تجرى حول مكانها. وافادت مصادر ليبية في موسكو ان الزعيم الليبي سيتوجه بعد ذلك الى بيلاروسيا واوكرانيا